ودخلت دبابات تركية ومئات من عناصر الفصائل السورية المقاتلة الأربعاء إلى الأراضي السورية؛ لاستعادة السيطرة على بلدة جرابلس الحدودية، وإبعاد القوات الكردية.
وأثار توقيت هذه العملية أسئلة كثيرة؛ إذ إن تنظيم الدولة كان يسيطر على جرابلس منذ ثلاث سنوات، دون أن يصدر رد فعل عن أنقرة.
وقال مسؤول تركي، مشترطا عدم الكشف عن اسمه، إن الحكومة التركية خططت "لاجتياح منذ أكثر من عامين"، لكن ذلك "تأخر"؛ بسبب عوامل عدة.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة شككت في جدوى خطط تركيا لتحرير جرابلس، قائلا إن "حجتها الأساسية كانت ببساطة أن أعداد المقاتلين المعتدلين لم يكن كافيا لتحرير جرابلس وأجزاء أخرى من شمال سوريا".
وأضاف المسؤول أن أنقرة قدمت للبيت الأبيض في آذار/ مارس لائحة بـ"المقاتلين المعتدلين"، وعددهم 1800، فضلا عن 600 عنصر إضافي يمكنهم تنفيذ العملية.
الانقلاب
وشدد المسؤول التركي أن عناصر من الجيش التركي، من الذين شاركوا في محاولة الانقلاب ضد الرئيس رجب طيب أردوغان في 15 تموز/ يوليو، قاموا أيضا بمنع التدخل العسكري في سوريا.
وأوضح أن بعضا من كبار الضباط "المؤثرين" في الجيش منعوا ذلك؛ من خلال لجوئهم إلى ادعاءات كاذبة.
وفي حين قال المسؤول إن الجنرال سميح طرزي كان سببا أساسيا لعرقلة العملية العسكرية التركية.
وطرزي هو أحد الذين يشتبه في أنهم نفذوا محاولة الانقلاب، وقتل بيد الجندي عمر دمير ليل 15 تموز/ يوليو، في حين كشفت صحيفة "حرييت" التركية أن قائد العملية العسكرية التركية في مدينة جرابلس السورية هو زكائي أكسقالي، وهو القائد الذي أفشل المحاولة الانقلابية ليلة 15 تموز/ يوليو، بأمره دمير بقتل طرزي.
إلى ذلك، لفت المسؤول التركي إلى أن الأزمة الدبلوماسية بين أنقرة وموسكو أيضا وضعت حدا لأي عملية تركية في الأجواء السورية كانت ضرورية لدعم العملية البرية.
وقال إنه في ذلك الوقت "أصبح من المستحيل عمليا أن ننفذ خطتنا؛ بسبب عدم وجود غطاء جوي".
وعاودت تركيا وروسيا تطبيع العلاقات بينهما في حزيران/ يونيو.