التعاون العسكري مع إيران هو أحدث خطوة في استراتيجية واضحة للوصول إلى ما وراء الحدود وإعادة روسيا تقديم نفسها كقوة عالمية عظمى.
إرم نيوز - أسماء السباعي
أ
طلقت روسيا، أول هجماتها ضد أهداف في سوريا، من قاعدة جوية إيرانية يوم الثلاثاء، مستهدفة داعش ومسلحين آخرين في محافظات حلب، وإدلب، ودير الزور، وفقًا لوزارة الدفاع الروسية.
وبحسب صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأمريكية، لم تكن روسيا لاعبًا رئيسيًا في الحرب في البلاد قبل سبتمبر 2015، إلا أن الضربات الجوية تشير إلى أن روسيا وإيران تعملان بشكل وثيق أكثر من أي وقت مضى، الأمر الذي من شأنه تفعيل شراكة عسكرية بين روسيا وإيران، لترسيخ موطئ قدم لروسيا في المنطقة، وتحويل ميزان القوى لصالحها في منطقة الشرق الأوسط.
وقال كريستوفر شيفيز، وهو محلل سياسي بارز في مؤسسة راند، لصحيفة كريستيان ساينس مونيتور: “هناك بعض المزايا العسكرية لهذا، على الرغم من أن هناك بعدًا سياسيًا آخر، ويمكن اتخاذ ذلك كبيان سياسي يدل على قوة وعمق الروابط الروسية الإيرانية أو التحالف الروسي السوري الإيراني”.
ويضيف الدكتور شيفيز: “ليس هناك شك في أن التدخل الروسي قد غير بشكل كبير من الديناميكية العسكرية في سوريا”.
وقال جيفري وايت، أستاذ الشؤون الدفاعية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في فبراير الماضي، واصفًا الضربات الجوية بأنها “العنصر الأكثر وضوحًا في هذا الشأن”.
المعروف أن روسيا وإيران، هما أهم حلفاء سوريا، والعملية المشتركة للغارات الجوية الجديدة خلقت ديناميكية جديدة في الشرق الأوسط،، فالعلاقة بين إيران وروسيا كانت سياسية أكثر منها عسكرية، إلا أن قرار استخدام قاعدة همدان الجوية سيتطلب تعاوناً عسكريًا عمليًا أوثق بين القوات الروسية والإيرانية.
غير أن الضربات الجوية يوم الثلاثاء الماضي ليست هي الدليل الأول على زيادة التعاون بين البلدين، ففي الأسبوع الماضي، طلبت روسيا من كل من إيران والعراق السماح لصواريخ كروز الروسية التي وُجهت لضرب أهداف في سوريا بالدخول من خلال مجالهما الجوي.
هذا التعاون يمكن أن يؤدي إلى وجود روسي كبير في الشرق الأوسط أكثر بكثير من مجرد التواجد العسكري، ويمكن أن يساعد روسيا لتصبح الوسيط الرئيسي لاتفاقات السلام في سوريا كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
وهدف روسيا المحتمل في التوسط هو إعادة نظام الأسد، في حين تدعم الولايات المتحدة المتمردين المناهضين له.
ويقول شيفيز إن “تواجد روسيا في إيران أيضًا رفع من قدرة روسيا على توسيع نفوذها السياسي على بلدان أخرى في المنطقة”.
وتابع: “السياسات الخارجية والأمنية الروسية حازمة وعدوانية في السنوات القليلة الماضية، وأيضًا كان هناك تدخل كبير وجديد خارج حدودها، هذا بالإضافة إلى السعي العدواني لمصالحها على طول حدودها، وروسيا أيضًا مُصرة على لعب دور بارز في الشرق الأوسط”.
وقال إن “التعاون العسكري مع إيران هو أحدث خطوة في استراتيجية واضحة للوصول إلى ما وراء الحدود، وإعادة تقديم نفسها كقوة عالمية، وهذا ليس تطورًا جديدًا تمامًا، وإنما هو شيء هام بلا شك”.