* ولد الإمام محمد بن إسماعيل البخاري سنة ١٩٤هـ ، وتوفي والده وهو صغير فنشأ في حجر أمه الصالحة. وقد أصيب في صغره بالعمى، فكانت أمه تدعو له كثيرًا حتى رأت في منامها إبراهيم الخليل يقول: (يا هذه، قد ردّ الله على ولدك بصره بكثرة دعائك فأصبح بصيرًا).
ظهر نبوغ البخاري مبكرًا فقد كان يتمتع بذاكرة قوية وحفظ سريع، حيث حفظ القرآن وهو ابن عشر سنين وألهمه الله حفظ الأحاديث وهو ابن ستة عشر سنة حتى قيل إنه يحفظ وهو صبي سبعون ألف حديث. وقد سافر إلى مكة للحج وعمره ثماني عشرة سنة فأقام فيها يطلب علم الحديث ثم رحل إلى مشايخ مصر والشام وغيرها من البلاد الإسلامية التي أمكنه السفر إليها.
كان لدى البخاري همة عالية في طلب العلم فقد كان يستيقظ من نومه فيوقد السراج ويكتب الفائدة ثم يطفئ سراجه في الليلة الواحدة أكثر من عشرين مرة. وقد كتب البخاري ما يزيد على عشرين مصنفاً أشهرها (صحيح البخاري) وهو أشهر كتب الحديث النبوي، الذي بذل فيه البخاري جهداً خارقاً، وانتقل في تأليفه وجمعه وترتيبه ستة عشر عامًا، وهي مدة رحلته الشاقة في طلب الحديث، ويقول عن صحيحه «ما وضعت في كتاب الصحيح حديثًا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين».
*وُلد الشيخ العلامة (عبدالعزيز بن باز) في مدينة الرياض لأسرة علم وفضل. وقد توفي والده وهو صغير فنشأ عند أمه؛ وظهر نبوغه مبكراً حيث حفظ القرآن الكريم قبل البلوغ، وكانت أسرته تريده أن يعمل في التجارة، لكنه أحب طلب العلم وأقبل عليه.
كان بصيرًا في بداية عمره لكن أصابه مرض في عينيه ففقد الإبصار عندما بلغ العشرين من عمره، لكن هذه العقبة لم تمنعه من أن يطلب العلم الشرعي فقد سابق أقرانه ودرس على علماء وفقهاء في المساجد ونشأ معهم نشأة فاضلة حتى برز من بينهم فتم تعيينه في القضاء ، ورغم انشغاله بالقضاء لم يترك طلب العلم.
انتقل للعمل معلما وتخرج على يديه العديد من الطلاب ودرس على يديه في المساجد عدد كبير من طلاب العلم الذين أصبحوا من علماء الداخل والخارج.
إصابة عينيه بالعمى لم تمنعه من أن يُعين نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ثم بعد ذلك رئيسًا لها. وفي عام ١٤١٤هـ عُين مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
استمر في العمل مفتيًا حتى آخر يوم من حياته، فقد كان يفتي رغم مرضه وتعبه، وعند وفاته ارتجت الأرض بكاءً لفقده وصُلي عليه في المسجد الحرام بمكة المكرمة يوم الجمعة وتوافد أئمة وعلماء ورؤساء الدول للصلاة عليه، حتى أن خطيب الحرم المكي أفرد خطبة ذكر فيها مناقبه ومواقفه، كما صُلي عليه صلاة الغائب في كل بقاع العالم.
كُتب عنه العديد من المقالات، وألف المؤلفون بسيرته العشرات من الكتب، ونظم الشعراء قصائد الرثاء بعد فقده.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.🌿