لقد تسببت مشاركة اسلام الشهابى لاعب الجودو المصرى فى المباراة مع اللاعب الاسرائيلى غضبا شعبيا واسعا فى مصر، وكان الرأى العام ينتظر منه ان يتخذ قرارا بالمقاطعة وعدم التورط فى تطبيع رياضى مع العدو الصهيونى، أسوة بعديد من اللاعبين المصريين والعرب الذين فعلوها من قبله فى مسابقات دولية متعددة، فخسروا المباراة بانسحابهم ولكنهم كسبوا حب واحترام وتقدير كل الشعوب العربية.
***
ان الشعب المصرى والشعوب العربية تدرك وتؤمن ان اسرائيل كيانا استعماريا عنصريا باطلا غير مشروع وغير طبيعى، وتؤمن بان الارض التى يعيش فيها غصبا ما يسمى "بالإسرائيليين" هى ارض فلسطين العربية، وان هؤلاء ليسوا شعبا طبيعيا، بل هم مواطنين اجانب تَرَكُوا اوطانهم الحقيقية وجاءوا من شتى بقاع الارض لاحتلال واغتصاب ارض لا يملكونها، ولم يكفوا منذ عام ١٩٤٨ وما قبلها وحتى اليوم على ارتكاب المذابح والاعتداءات على الشعب الفلسطينى وباقى الشعوب العربية.
***
ان الشعب المصرى والشعوب العربية تدرك وتؤمن ان اسرائيل كيانا استعماريا عنصريا باطلا غير مشروع وغير طبيعى، وتؤمن بان الارض التى يعيش فيها غصبا ما يسمى "بالإسرائيليين" هى ارض فلسطين العربية، وان هؤلاء ليسوا شعبا طبيعيا، بل هم مواطنين اجانب تَرَكُوا اوطانهم الحقيقية وجاءوا من شتى بقاع الارض لاحتلال واغتصاب ارض لا يملكونها، ولم يكفوا منذ عام ١٩٤٨ وما قبلها وحتى اليوم على ارتكاب المذابح والاعتداءات على الشعب الفلسطينى وباقى الشعوب العربية.
وانه لولا تواطؤ ما يسمى بالمجتمع الدولى ومؤسساته، ولولا خوف واستسلام وتواطؤ غالبية النظم العربية والحكام العرب، لكانت فلسطين قد تحررت وعادت الى أصحابها.
***
وحتى فى مصر التى وقعت مع اسرائيل معاهدة سلام مشهورة باسم اتفاقيات كامب ديفيد، فان المصريين يدركون جيدا انه سلام بالاكراه، تم بعد ان قامت اسرائيل باحتلال سيناء عام 1967 فى حماية الولايات المتحدة التى حالت دون ان يصدر قرار من مجلس الامن بانسحاب القوات المحتلة بدون قيد او شرط وفقا لما ينص عليه ميثاق الامم المتحدة. وبعد ست سنوات حين أراد المصريين تحرير ارضهم بالحرب وبالقوة تدخلت الولايات المتحدة مرة اخرى فى الحرب لتسرق النصر، وتفرض على القيادة السياسية الضعيفة السلام مع اسرائيل مقابل انسحابها من سيناء، مع فرض قيود على القوات والسلاح المصرى فى سيناء، واشترطت فى الاتفاقية ان يتم تطبيع العلاقات المصرية الاسرائيلية فى عدة مجالات، لنصبح امام سلام بالاكراه وتطبيع بالاكراه.
***
وحتى فى مصر التى وقعت مع اسرائيل معاهدة سلام مشهورة باسم اتفاقيات كامب ديفيد، فان المصريين يدركون جيدا انه سلام بالاكراه، تم بعد ان قامت اسرائيل باحتلال سيناء عام 1967 فى حماية الولايات المتحدة التى حالت دون ان يصدر قرار من مجلس الامن بانسحاب القوات المحتلة بدون قيد او شرط وفقا لما ينص عليه ميثاق الامم المتحدة. وبعد ست سنوات حين أراد المصريين تحرير ارضهم بالحرب وبالقوة تدخلت الولايات المتحدة مرة اخرى فى الحرب لتسرق النصر، وتفرض على القيادة السياسية الضعيفة السلام مع اسرائيل مقابل انسحابها من سيناء، مع فرض قيود على القوات والسلاح المصرى فى سيناء، واشترطت فى الاتفاقية ان يتم تطبيع العلاقات المصرية الاسرائيلية فى عدة مجالات، لنصبح امام سلام بالاكراه وتطبيع بالاكراه.
وهو ما رفضه الشعب المصرى وقواه الوطنية وناضلوا ضده ونجحوا فى ترسيخه، فأصبح التطبيع منذ عام ١٩٧٩ من المحظورات والمحرمات الوطنية الشعبية على اى شخص او حزب او نقابة او رياضة ... الخ.
وتاريخنا فى العقود الماضية حافل بالحكايات عن الشخصيات الوطنية التى قاطعت مؤتمرات وفاعليات دولية عديدة اعتراضا على مشاركة اسرائيل، كما انه حافل بعدد من الشخصيات العامة التى فقدت سمعتها ومكانتها وتأثيرها وتعرضت للعزل الشعبى لانها تورطت فى ممارسة التطبيع مع شخصيات إسرائيلية.
***
وحين قامت ثورة يناير، تحولت كل الحركات الوطنية المناهضة لاسرائيل ولكامب ديفيد والتطبيع الى حركات جماهيرية قوية ومؤثرة بعد ان كانت محاصرة ومحظورة من السلطات، ونجح الشباب بعد أسابيع قليلة من الثورة فى حصار السفارة الاسرائيلية فى ٨ ابريل ٢٠١١ اعتراضا على ضرب غزة، ثم حاصروها مرة اخرى فى ٩ سبتمبر ٢٠١١ وأغلقوا مقر السفارة الى الأبد بعد ان قامت اسرائيل بقتل عدد من الجنود المصريين فى سيناء فى شهر اغسطس.
***
وحين قامت ثورة يناير، تحولت كل الحركات الوطنية المناهضة لاسرائيل ولكامب ديفيد والتطبيع الى حركات جماهيرية قوية ومؤثرة بعد ان كانت محاصرة ومحظورة من السلطات، ونجح الشباب بعد أسابيع قليلة من الثورة فى حصار السفارة الاسرائيلية فى ٨ ابريل ٢٠١١ اعتراضا على ضرب غزة، ثم حاصروها مرة اخرى فى ٩ سبتمبر ٢٠١١ وأغلقوا مقر السفارة الى الأبد بعد ان قامت اسرائيل بقتل عدد من الجنود المصريين فى سيناء فى شهر اغسطس.
ولكن فى العامين الأخيرين، وقعت ردة كبيرة على الخط الوطنى الذى تبنته الثورة المصرية، بل ردة على قواعد اللعبة الذى رسخها السادات ومبارك نفسيهما والتى كانت تلتزم بالتطبيع الرسمى ولكنها لا تشجع التطبيع الشعبى الا تحت الضغط الامريكى، فجاء السيسى ليعلن عن تدشين عصر جديد فى العلاقات المصرية الاسرائيلية، وصلت فيه العلاقات الى مستوى من التعاون والتنسيق لم تصل اليه من قبل، يصفه القادة الإسرائيليون بالتحالف الاستراتيجى.
ولأول مرة يطرح عبد الفتاح السيسى خطابا سياسيا يتحدث فيه عن السلام الدافئ وعن الثقة والطمأنينة بين الطرفين وعن ان السلام اصبح فى وجدان كل المصريين، وأخذ يدعو فى المنابر الاعلامية الدولية الى توسيع السلام العربى مع اسرائيل. وبدأ عدد من الكتاب والخبراء المحسوبين على السلطة والمرتبطين بعدد من اجهزتها السيادية يروّجون علانية فى الأسابيع الماضية لأهمية وفوائد التطبيع مع اسرائيل. وقام سامح شكرى بزيارة لاسرائيل فى اول زيارة لوزير خارجية مصرى منذ عشر سنوات، وشارك نتنياهو شخصيا فى احتفال السفارة المصرية بذكرى ثورة يوليو، وتكررت زيارات شخصيات ووفود من الكنيسة المصرية ورحلات سياحية دينية الى القدس بالمخالفة لقرار البابا شنودة. وصدرت بيانات وتصريحات رسمية عن تطبيع امنى سعودى اسرائيلى برعاية مصرية من بوابة الترتيبات الامنية لجزيرتى تيران وصنافير...الخ.
ولقد أصبح معلوما للجميع اليوم، الدوافع الحقيقية وراء هذا التقارب، حيث يعتبر السيسى ان اسرائيل هى بوابته الرئيسية للفوز بالاعتراف والشرعية والدعم من الولايات المتحدة ومجتمعها الدولى، ولقد قامت اسرائيل بالفعل فى سابقة هى الاولى من نوعها فى الضغط على الكونجرس والإدارة الامريكيتين لاستئناف المساعدات العسكرية لمصر.
فى ظل هذه التوجهات الرسمية المصرية التى تعتبر فيه السلطة الحاكمة فى مصر، اسرائيل شريكا امنيا وحليفا استراتيجيا هاما، جاءت مباراة اسلام الشهابى، والتى يشك كثير من المراقبين انه قد تعرض لضغوط شديدة تمت بأوامر عليا، لكى يشارك فى المباراة ولا يقاطعها.
ولكن اىً كانت هذه الضغوط فإنها لا تبرر له سقطة التطبيع مع اسرائيل، العدو الاول للشعوب فى مصر والعالم العربى. هذه السقطة التى لا تزال تحتل المرتبة الاولى فى قوائم السقطات والانحرافات السياسية والوطنية فى الوجدان الشعبى المصرى والعربى.