دموع وشموع:
أقول لقريتي: هيّااعذريني
على الدّمعِ الذي ذرفتْ عيوني
فلولا الدّمعُ ما سكنتْ جراحي
ولاسلمَ الفؤادُ من الأنينِ
رويدَكِ ياعراءُ فإن قلبي
يلاقي ما يلاقي من شجونِ
عرفتكِ واحةً خضراءَ ، فيها
أرى أمّي الحبيبةَ تحتويني
وفيها ذكرياتُ أبٍ حبيبٍ
غزيرِ العلمِ مَوفورِ اليقينِ
وذكرى جدّتي الأغلى وجدي
على ماكانَ من خلُقٍ ودينِ
وفيهاصوتُ أسواقِ السّواني
كأجملِ ما سمعتُ من الّلحونِ
وصوتُ "الغَربِ" حينَ يَصُبُّ ماءً
فيُوقِظُ كامنَ الشَّوقِ الدَّفينِ
أبثُّكِ ياعراءُ همومَ قلبي
على مطَرٍ من الدّمعِ السّخينِ
أبثُّك ياصديقةَ ذكرياتٍ
أُرِيْها من وفائي ماتُريني
عراءُ ، لقد تكسّرت المرايا
فصارت لا تُبِينُ ولا تُريني
شظاياها تُموِّجُ كلَّ وجهٍ
فيبدو غيرَ ماأَلِفتْ جُفوني
ألايامسقطَ الرأسِ اعذريني
على البَوحِ الحزينِ وسامحيني
فما بَوحي سوى زفراتِ قلبٍ
مُحبٍّ عاشَ في زمنِ الفُتونِ
حملتُ جراحَ أمّتِنا صغيراً
وكان الصبرُ في الشكوى قَريني
إذا رشَقتْ سِهامُ الحزنِ قلبي
فإنّ دروعَ إيماني تَقيني
سِهامُ الأرضِ تَصغُرُ عندَ سهمٍ
يُصوّبُه الحبيبُ إلى الوَتينِ
أبثُّكِ ياعراءُ ولستُ أشكو
فشكوانا إلى الله المُعينِ
عبدالرحمن العشماوي 🌿
عراء ١٤٣٧/١١/٩