الكاتبة: 2% يعيشون في قصور وغالبية الشعب في «مقابر».. والأمل في الشباب
«السعداوي»: السوق الحرة مبنية على الغش المزدوج.. وصندوق النقد سيؤدي إلى افلاس مصر.. وتحرير المرأة لا ينفصل عن تحرير الاقتصاد
انتقدت الكاتبة والروائية نوال السعداوي، الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية في مصر، في لقاء إعلامي أجرته مع برنامج "مساء القاهرة"، وعُرض أمس الأحد على الفضائية المصرية "تن".
وقالت "السعداوي"، في حوارها مع الإعلامية إنجي أنور، إن كتاباتها لها وقع كبير وملموس على مختلف الأجيال، رغم ما تقوم به الأنظمة من تعتيم على نشاطها الفكري، وتشويهه، وأضافت إن ثورة يناير هي التي كسرت هذا القيد.
وصفت " الكاتبة والروائية، المجتمع المصري أنه يعيش في ظل الأزمة الاقتصادية وارتفاع الدولار، وأضافت أن الاقتصاد ينعكس بالضرورة على الجنس والأخلاق والدين، وما يصاحبه من إنهيار ينعكس ايضاً.
وترى، أن البلد تسير إلى الأمام، وأن الحال أفضل من عصر السادات، وقالت بالطبع السيسي والحكومة لهما أخطاء كثيرة. ولكن الشباب دوماً يدعوها لمزيد من التفاؤل.
وبالحديث عن الجدل السائر بشأن قرض صندوق النقد الدولي، التي تتفاوض الحكومة المصرية بشأنه مع الصندوق، تعتقد نوال السعداوي، أن شروط القرض ستفضي إلى إفلاس مصر إذا قبلت مصر بطرد 2 مليون موظف كما اشترط الصندوق. ووصفت رفض الحكومة لتسريح الموظفين بالخطوة الإيجابية.
تطرق الحديث إلى الأسس التي يقوم عليها الاقتصاد في مصر، فقالت، إن السوق الحرة مبنية على الغش المزدوج، وأن الأقوى هو وحده من يملك القرار والحق، والضعيف هو من يضيع، وأضافت "نحن سجناء للدولار" وأن هذة الحال هي ما قررته لنا أمريكا وقوتها. وأردفت أنه لا طالما لا يوجد عدل فلن يكون هناك أخلاق.
وانتقدت القوانين المفروضة على الدول الضعيفة، والتي بموجبها تستورد تلك الدول ما لا تحتاجه، وأضافت إن تك الدول إذا أعلنت عن إحجامها عن إستيراد تلك الكماليات فإن كلاً من البنك الدولي، والمنظمة التجارة العالمية، وكذلك الأمم المتحدة ستعترض تلك القرارات.
وأرجعت "السعداوى" الكثير من العيوب إلى مجتمعنا إلى الثقافة المصرية التي تقوم على التخويف والرعب، ويبدأ ذلك منذ الطفولة وفي الكتب المدرسية حسبما تعتقد.
وقالت، أن الحكومة تمنع الأصوات الكاشفة الفاضحة فى الوطن، لذا فإن الشباب والكُتاب والمتثقفين جميعهم في السجون، بينما كل من تربحوا من عصر السادات ومبارك هم من يحيطون بالسلطة في مصر، وتساءلت "لماذا تحيط الحكومات نفسها دائما بالمنافقين؟؟ "
وبسؤالها عن أعداد النساء في البرلمان المصري الحالي، قالت إن أهمية الـ90 نائبة تتوقف على ما يقولون وما بداخل عقولهم، وأنها ترفض عامة التقسيم بين البشر على أساس الجنس وإنما العقل هو الفَيصل.
سخرت "السعداوي" من إستيراد مصر للمستلزمات تجميل وسيارات وكفيار بقيمة 60 مليار دولار سنوياً، وقالت إن السادات هو من بدأ كل ذلك وأن عصره كان "سيئ جداً"، ووصفت السادات بأنه بدأ عهد الإستسلام لأمريكا، وأونه أتى " بالتدين المزيف"، وعصر مبارك ماهو إلا إمتداد باهت للسادات.
وأشارت إلى أن الحكومة الحالية ضعيفة وأداؤها مهتز، وأنها لاتعمل سوى لأجل 2 بالمائة من الشعب وهم الأثرياء ورجال الأعمال والمستوردين، وأن الدولة تدور في فلك أمريكا، وكل ذلك جعل هؤلاء الـ2 بالمائة يعيشون في قصور بينما غالبية الشعب يعيش في "الشارع والمقابر وأشباهها