الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوجه صفعة جديدة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن اتفاق المصالحة ويصرّح أنه لن يشتري من إسرائيل ولو قطرة من الغاز الإسرائيلي.
ربيع يحيى– إرم نيوز
وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صفعة جديدة لرئيس الحكومة الإسرائيلية،بنيامين نتنياهو بشأن اتفاق المصالحة، الذي تم التوقيع عليه بين تركيا و إسرائيل في العاصمة الإيطالية روما، أواخر حزيران/ يونيو الماضي، وهو الاتفاق الذي أنهى القطيعة التي دامت 6 سنوات بينهما.
وبحسب المحلل السياسي، والصحفي الإسرائيلي، رامي يتسهارفلاديمير بوتين صفقة أخرى، بشأن تطوير العلاقات بين البلدين في قطاع الغاز الطبيعي، واستمراء المشتريات التركية من الغاز الروسي، وإعلان أردوغان أيضًا أنه دخل في مفاوضات مع إيران لشراء الغاز المُسال.
واستند يتسهار في تحليله إلى تصريح نسبه للرئيس التركي، لوسائل إعلام محلية بشكل رسمي، قال فيه أنه “لن يشتري من إسرائيل ولو قطرة من الغاز الطبيعي”.
وينص الاتفاق التركي الإسرائيلي على قيام الجانبين بمد خط أنابيب يربط بين حقل الغاز الإسرائيلي “ليفياتان” بالبحر المتوسط، وبين ميناء جيهان التركي، بحيث تكون الأراضي التركية منطلقًا لدخول الغاز الإسرائيلي إلى السوق الأوروبية، وهي خطوة تطلبت إبلاغ موسكو والقاهرة وأثينا ونيقوسيا بشكل مسبق.
وفسر المحلل الإسرائيلي، يتسهار، هذه التطورات بأنها صفعة كبيرة لرئيس الحكومة نتنياهو، الذي كان قد خضع للمطالب التركية بشأن تعويض عائلات النشطاء الأتراك الذين قضوا على متن السفينة “مافي مرمرة” عام 2010، إبان مداهمة سلاح البحرية الإسرائيلي لسفن “أسطول الحرية” في طريقها لقطاع غزة.
واعتبر أن تلك الصفعة تأتي نتيجة لخضوعه أيضًا لضغوط أصحاب المصالح في إسرائيل، ولضغوط وزير الطاقة يوفال شتاينتس، التي قادته للتنازل لصالح الأتراك وإذلال الدولة العبرية، حفاظًا على مصالحهم الاقتصادية واحتكارهم لقطاع الغاز ورغبتهم في تحقيق الربح السريع.
وشهدت الشهور الأخيرة، تصاعد الدعوات الإسرائيلية المطالبة بالتوقيع على اتفاق المصالحة مع تركيا، محذرة من أنه بدون التوصل إلى اتفاق بشأن تصدير الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى تركيا، فإن تل أبيب لن يمكنها اقتحام السوق الأوروبية في هذا المجال، لأنها تعد “الممر الوحيد الذي يمكن أن يمر الغاز الإسرائيلي منه إلى أوروبا”.
وسعت شركات إسرائيلية وأجنبية تمتلك حقوق استغلال حقل “ليفياتان”، للتوقيع على اتفاق مع تركيا، يتم بموجبه حصول الأخيرة على 8 إلى 10 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا.
ودفع وزير الطاقة الإسرائيلي، باتجاه التوقيع على الاتفاق، حيث رأى أن أنقرة تسعى لأن يصبح نصف استهلاكها من الغاز الطبيعي بحلول عام 2020 اعتمادًا على حقل “ليفياتان”، متوقعًا أنه في حال تم الاتفاق، سوف يصل الغاز الإسرائيلي في مرحلة لاحقة إلى المستهلك الأوروبي.
وعلى خلفية أزمتها مع موسكو، عقب إسقاط المقاتلة الروسية، حرصت أنقرة على تقليص تبعيتها للغاز الطبيعي الروسي، حيث تلبي احتياجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا بنسبة 55%، وقرابة 15% من الغاز الإيراني، وسعت لتنويع مصادر الغاز المستورد، وأبدت نوايا للتوقيع مع إسرائيل على اتفاق المصالحة لأسباب اقتصادية وسياسية واستراتيجية، وهو ما حدث بعد ذلك.
لكن الرئيس التركي أردوغان عاد، والتقى نظيره الروسي بوتين بالكرملين الثلاثاء الماضي، عقب الموقف الروسي المعارض للانقلاب الفاشل الأخير في تركيا، والذي قاده فصيل من الجيش التركي، وتحدثت تقارير عن تعزيز العلاقات بين البلدين بشكل غير مسبوق، بما في ذلك استمرار تدفق الغاز الروسي إلى السوق التركية.