سؤال لم يأتِ من فراغ؛ إنما من كثرة ما انتشر عبر وسائل التواصل من نكت تسخر من المرأة السعودية أو مقارنتها بمثيلاتها في الدول العربية مع احترامي وتقديري للجميع.. ولكن ما الهدف من إظهار المرأة السعودية بأنها أقل من غيرها ولماذا السخرية منها؟!
العملية ممنهجة والهدف منها هدم بنيان الأسرة السعودية، فكيف لامرأة مهزوزة صورتها مهزومة داخليًا وفقدت ثقتها بنفسها أن تبني مجتمعًا قويًا ومتماسكًا؟!
نحن نعرف هذه الرسائل تصل إلى العقل اللاوعي ويترتب عنها قناعات لدى الشاب السعودي ونظرته للفتاة السعودية بأنها أقل من غيرها فتنعدم لغة التفاهم بين الطرفين، كذلك إذا أطلقت السخرية على الشاب السعودي، فعندما تنعدم الثقة والقبول والاقتناع والاحترام تنتهي العلاقة.
كيف يعيش رجل مع امرأة اهتزت صورتها في نظره، ويراها أقل من غيرها، كذلك الحال بالنسبة للمرأة؟!
إذن نستنتج من ذلك أن العملية مقصودة والهدف منها تغيير القناعات وتفكيك المجتمع السعودي؛ فلذلك أرجو ممن تصله أي رسالة فيها سخرية أو مقارنة بين المرأة السعودية أو عن الشاب السعودي أو أي سخرية من رجل أو امرأة عربية، أن تقف الرسالة عندك ولا ترسلها لأحد؛ لأن ديننا يحرم السخرية وإنها ليست منهج بناء إنما منهج هدم.
كما أتمنى أن يرتفع مستوى الوعي لدينا وأن نهتم بالقراءة والبحث وتطوير أنفسنا إلى الأفضل، وأن لا تكون اهتماماتنا سطحية وأن لا يكون ما نرتديه أغلى من قيمتنا الحقيقية؛ لأن العمق الفكري والنضج هو من يبني المرأة القوية ويعزز احترامها لنفسها، وإن ثقافة المرأة وقدرتها على الحوار الراقي والأسلوب المتميز الأنيق والذوق الرفيع هي من تجعلكِ تخترقين العقول وتكسبين قلوب من حولك.
وكما قال الشاعر أحمد شوقي:
الأم مدرسة إذا أعددتها… أعددت شعبًا طيب الأعراق
فلننتبه جميعًا بأن المرأة مستهدفة في المجتمعات العربية بصفة عامة، وفي المجتمع السعودي بصفة خاصة.
وختامًا، أتمنى من الله -العلي القدير- أن يعيد لأمتنا وحدتها وعزّتها وقوتها أن الله على كل شيء قدير.