اجرته/حنان الشامي
مرحبا بك الأديبة الجزائريَّة خيرة بوخاري
يا مرحبا بالأخت حنان من بلد مصر الشّقيق التي استضافتنا في بيت الجريدة.
________________________
في بداية حديثنا. أحب أن أعرف ما الألوان الأدبيّة التي تروق لك كتابتها؟
من الألوان الأدبيّة التي تروق لي الكتابة فيها والغوص في بحرها: المجموعات القصصيّة التي تعالج القضايا الاجتماعيّة والتربويّة، وتحمل قيما إنسانيَّة تغرس في الطّفل العربي السّلوكات الحضاريّة اتجاه والديه ومجتمعه، إلى جانب كتابة الومضات الشِّعريّة التي تختزل المشهد أو الموقف في عبارات خاطفة مليئة بالكثافة والترميز لما تحمله من رسائل مشفرة في المعنى ومقتصدة في الكلام، فهذا اللَّون الأدبي يُشبه ما نعايشه حاليا من سرعة ومواقف ومشاهد تثيرك فتترك في نفسك أثرا.
___________________
تمّ نشر العديد من المقالات للكاتبة خيرة بوخاري، ما هي أكثر الموضوعات التي يتمّ طرحها في مقالاتك؟
أكثر الموضوعات طرحا في مقالاتي تتعلّق بالأدب العربي بشقّيه النثري والشّعري، وهذا طبعا حسب تخصصي في أطروحة الدكتوراه، فالباحث الجامعي يميل أكثر لمواضيع التّخصص لأنّها تخدمه ويجد نفسه في مثل هذه البحوث التي يحاول من خلالها قراءة الشعر العربي واستنطاق جمالياته بآليات ومناهج نقدية حديثة.
___--_-------------------
تتعدّد مشاركاتك الدوليّة، فما هي أوجه الاستفادة من تلك المشاركات؟
تكمن الاستفادة من تلك المشاركات كونها تسمح للباحث الجامعي من طرح أفكاره على مائدة النقاش والتحليل، والاستفادة من الإطارات الأكثر خبرة في المجال، فقد كانت المشاركة في المؤتمر العالمي الأوّل للّغة العربيّة بماليزيا جامعة الإنسانيّة بكوالالمبور ثرية جدا كوننا طرحنا فيها فكرة نتّبعها كمشروع في متوسطة ابن زيدون بولاية سيدي بلعباس وهو: التّحدّث باللغة العربيّة الفصحى داخل حجرات التّدريس وداخل الحرم المدرسي، فلاقت هذه الفكرة استحسان الكثير من الدكاترة، لأنّ اللّغة تحتاج لممارسة يوميّة.
أمّا مشاركتنا في المؤتمر العلمي الأول للغة العربية بجامعة قناة السويس كان لطرح إشكالية اللُّغةُ العَربيَّةُ بَيْنَ الرَّمْز اللُّغوِي لوحْدَةِ العَالَم الإسْلاَمِي والنَّظْرَة الاسْتِشْرافيَّة للعَالَمِ الغَرْبي لأنّ اللغة العربية ثرية جدا بمصطلحاتها وألفاظها، والمشاركة في مؤتمر دبي كانت في اللُّغة العربيَّة والإدَارةُ الإلكترُونيّة، باعتبار الإدارة الالكترونية تسيطر على العالم، فهذه المشاركات في المؤتمرات والأيَّام الدّراسيَّة في الدُّول الإسلامية والعربيَّة من أجل البحث عن آليات التَّحاور وتبادل الخبرات في مجال تعليم اللغة ونشرها بين دول العالم، وفتح آفاق واسِعة أمامها لتَجْتاز الحدود وتَعْبُر البحار، وذلك لما تحمله من تُراثٍ فكري عربي لا يزال يحتاج إلى سبر أغواره، واستخراج نفائسه، ولما تَكْتنزُه من حُمولاتٍ ثقافيَّة تُعبّر عن شعبها من خلال تقاليده الاجتماعية، وأوضاعهِ الاقتصاديةِ والسياسيةِ، وحدوده الجغرافية.
__-----_________________
ماذا يمثّل لك الوطن؟ وماذا يمثّل لقلمك؟
الوطن هو الحضن الأوّل والأخير لي، أعيش في كنفه وأتنفس من هوائه وآكل من خيراته، فكيف لا أعشقه وأسخر قلمي لخدمته، وعليه لم أجد سوى هذه الكلمات أهديها لوطني الجزائر...
أنْشُودَة الوَطَن
كُلُّ الوَرَى رَدَّدُوا أنْشُودَة الوَطَن...
هُنَا أرْضنَا، هُنا بَيْتنا، هنا آخِر الكَفن...
هُنَا صَوْت آذانِنَا:
تَرْتِيلة للصَّلاة؛ تردّد يَحْيَا الوَطَن...
قَالُوا: كَيْف يَحْيَا الوَطَن؟
وَقَدْ أسْدَلَ اللَّيْل سِتارَهُ وأَطْبِقَ الجَفَن...
قُلنَا: من وحيِّ القَلَمْ...
من بين الضّلوع يتنفّسُ الوطن...
يتنفّس الصُّبح من تنهيدة الوَطَن...
من أنْفَاسِ عُشاقه ولهًا...
وَطنٌ بين الضُلُوعِ مَسْكنه...
وَطنٌ نَرتدِيه بُرْدةً، تَحمِينَا من بَرْد الشِّتاءِ...
وَطنٌ يَحْمِينا مِنَ حرِّ الصَّيفِ...
وَطنٌ كالأمِّ في الحضْن...
يحمينا مِن غُربَةٍ نذوقُ فيها ذُلَّ المِحن...
غربة نتعرى فيها من وَجْدِ الحنان...
ردّدوا معي أنشودة: يحيا الوَطن
بَيْنَ نبضِ القلبِ والرّوح وضَعنَا لهُ السَّكَن
وعدّدنَا حصى أرضه تسْبِيحاً...
ردّدوا: كيف يحيا الوطن؟
قلنا: بكُم يحيا الوطن...
فحُبّنا عقيدة لا عِبَادة الوثن...
فقالوا: هُنا أرْضنَا، هنا بيتُنَا...
مَوسِمُ الحَجِّ فيهِ قَدْ دَنَا...
فشدّتْ إليه الرِّحال كُلّ الورَى...
عَبْرَ تَارِيخِه عبرَ السّرى..
ليَرْتَوُوا من فَيْضِ ثَوْرَتِه زَمْزمًا...
ويَرْفَعُوا أكُفّهُم:
هُنَا بيتنا، هُنَا أرضنَا...
يبتسمُ مِن فَرثِ المِحَن...
يُعيد لنَا مَجْدنا، حبَّنا لهذا الوطَن..
فنلتفُّ جميعنا حول مائدةٍ نُسابق بها الزّمن...
ونأكل من حَقلِنَا خُبزًا...
وحولنا البسمة تتجوّل بين أرجاء الوَطَن...
وضحكات أطفالنا تَملأُ كؤوسنا أمَلاً ...
تطرُق أبوابنا فرحًا...
فنقولُ:
هُنا بيتُنا، هُنَا أرضنا، هنا آخر الكَفَن..
فتبتسم الأبواب لنقرأ ملامح الحبِّ،
مَلامح العشقِ لهذا الوطن...
فالتّيه ليس سَبيلنا...
كُلّنا واحد لهذا الوَطَن.
أسعى أن أكون سفيرة لبلدي عبر حبر قلمي الذي سأسخِّره لخدمة وطني الجزائر ولنقل فكر وثقافة بلادي المتنوعة بعاداتها وتقاليدها ومناظرها السياحيّة الباهرة.
_______---_______________
لك العديد من المشاركات الوطنيّة فما نوع تلك المشاركات؟
المشاركات الوطنية متنوعة، فيها الجانب الأدبي الخاص بالمواضيع الأدبية والجانب الشّعري الخاص بجماليات النّص الشعري، والجانب الخاص بتعليمية اللغة العربية الخاصة بمناهج الجيل الثاني في المنظومة التربوية الجزائرية، والجانب التطوعي في الجمعيات الخيرية كجمعية كافل اليتيم بتسالة وجمعية درب الهواة وجمعية القدس كعضو لجنة في مسابقات للقصص.
__----____________________
ما نصيحتك كباحثة جامعيّة لكل باحث جامعي في مقتبل العمر؟
نصيحتي كباحثة جامعيّة لكلّ باحث أن يجد ويجتهد ويثابر ويغتنم فرصة الشباب في البحث وعدم مضيعة الوقت واتّباع الأمانة العلمية في إنجاز البحوث العلميّة وأن يضع الباحث نصب عينيه شعار: اترك بصمتك من خلال بحثك.
________________---_______----
من خلال ورقة بحثك حول الأنشطة الأدبيّة في تحفيز الطفل على المطالعة ماذا تنصحين؟
أصبحت المُطالعة في العصر الحديث مؤشرا على الوعي الفكري لقياس مدى تقدّم أيّ أمَّة من الأمم، فلا ريادة لأمّة لا تقرأ، ولا تشّجع أبناءها على حبّ المطالعة منذ الصِّغر، كما أنَّ المطالعة من الاستراتيجيات التي تعمل المجتمعات الحديثة على الاهتمام بها، وذلك من خلال ربط الطّفل بالأنشطة الأدبيَّة التي يميلُ إليها، ومتابعته في ذلك النَّشاط حتى نستطيع السَّير به نحو آفاق رحبة مفعمة بالتَّنمية والتقدّم ومن أجل خدمة أفضل له مستقبلاً، ولن يتمَّ هذا الهدف الإيجابي إلاّ بتضافر جهود المسؤولين من معلّمين وأساتذة ومديري المؤسسات التَّعليميَّة على الاهتمام بالطفل، والتَّفعيل الحقيقي الميداني للمطالعة من خلال توفير المكتبات الصّفيَّة و اللَّاصفيَّة.
أنصح بتشجيع الطفل على القراءة وعلى حبّ المطالعة، فمن بين المشاريع التربوية الناجحة التي أشرف عليها: مشروع "اقرأ لترتقي"، هذا المشروع نجسّده في متوسطة ابن زيدون بولاية سيدي بلعباس، بفضل تشجيع المدير "مرازي عباس" ومساندته لهذه الفكرة ماديا ومعنويا وذلك بتوفيره مكتبات داخل حجرات التّدريس وتحفيز المتعلمين ماديا ومعنويا، فنحن نشجّع الأطفال على قراءة حوالي خمسين كتابا في السنة الدراسيّة، ثمّ يتابعون من طرف لجنة متخصّصة من أساتذة اللغة العربيّة لتقييم المتعلّمين، وتحديد مستويات المطالعة، ثمّ تشجيعهم وتحفيزهم بهدايا.
____-____________________
العمل التطوعي الجماعي، ماذا يضيف لك؟
يضيف لي راحة نفسية عجيبة، فهو يشعرني بالانتماء والشعور بالآخر والتضامن معه نفسيا وماديا ومعنويا، وهذا ما شعرت حين انضممت إلى جمعيّة كافل اليتيم ببلدية تسالة بولاية سيدي بلعباس، فقد عزمنا هذه المرّة كعمل تطوعي تقديم مجموعة من الكتب إلى الأطفال اليتامى، فالعمل التطوعي يلمس الكثير من الجوانب المادية والثقافية والعلمية.
_______-----________________
المؤلفات التي صدرت لك؟
-مجموعة قصصيّة بعنوان: "فاكهة السّماء" مطبوعة بدار غراب للنشر والتوزيع بمصر. قصة تعليمية مستوحاة من المؤسسة التعليمية "ابن زيدون" تخص الأطفال.
-كتاب لومضات شعرية عنوانه: "حوار تغسل قلبي" مطبوع في ملتقى ابن النيل الأدبي بمصر بدار الحسيني.
-النشر في كتاب جامع لومضات شعرية لملتقى ابن النيل الأدبي والتي ترجمت إلى اللغة الانجليزية.
-نشر مجموعة من القصص في كتب جامعة.
هناك أعمال روائيّة تحت الطبع.
____________--____________---
ما إحساسك عندما سمعت خبر فوزك في مسابقة الومضة الشعرية الأولى بملتقى ابن النيل الأدبي؟
إحساس جميل ورائع، شعرت بالفخر والاعتزاز لفوزي في أرض الكنانة بلد مصر الشقيق وعند إخواننا المصريين المبدعين، وبالثقة أكثر في مثل هذه المسابقات التي نلمس فيها شفافية وعدلا، كما أن هذا الخبر أفرح حتى فريق عمل المؤسسة التربوية التي أعمل فيها وهي "متوسطة ابن زيدون" فقد احتفى المدير والأساتذة جميعا بهذا الفوز بحفل تكريمي على شرفي مباشرة بعد عودتي من القاهرة، فلهم كلّ الشكر والاحترام والتقدير لأنهم بهذا الصنيع يشجعونني على المضي قدما.
_____________________--___
كيف تمّ انضمامك لملتقى ابن النيل؟ وما الرسالة التي توجهينها للملتقى وفريق عمله؟
تم انضمامي عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وعبر صفحة مسابقات أدبيّة، تواصلت مع الشّاعر الفاضل "حسام عزام" الذي عرفني برسالة الملتقى في دعم مبدعي شباب الوطن العربي.
الرسالة التي أرسلها لفريق عمل ملتقى ابن النيل الأدبي رسالة محبّة من أشقائهم الجزائريين وعرفان بالجميل، فقد كان لعملنا معهم صدى وقبول رائع، وحفاوة استقبال تنم عن أصالة الشّعب المصري، لذلك أشكر الأستاذ "حسام عزام" على معاملته الراقية ومساعدته التي تكشف عن شخصه المتميز وفكره الراقي، كما أرفع قبعة التقدير والاحترام لكلّ فريق ابن النيل الأدبي الذي يشبه خلية نحل في عمله وإتقانه دون أن أنسى الدكتور عادل عبد الموجود الذي خصَّني بقراءة نقدية متميزة للومضات الشعرية "حواء تغسل قلبي"، فلكم مني كلّ التقدير والاحترام.
أهدي هذا الفوز إلى والديّ الكريمين وإلى زوجي الذي يساندني في مشواري الإبداعي وإلى كلّ الجهاز الإداري لمتوسطة ابن زيدون بولاية سيدي بلعباس بالجزائر، وشكرا للصحفيّة الرائعة دكتورة حنان التي خصّتني بهذا اللقاء.
على المحبّة نلتقي.
__________________________________-----