كتبتها... حنان الشامي.. بأمر الله سوف تضم لمجموعتي تحت الطبع حكاية أم _______ عاشت أم ماجد في سبيل أولادها توفي الأب في حادث عمل فكان بنا وحدث له الحادث في عمله فأثناء عمله على السقاله في إحدى العمارات سقطت السقاله من الدور السابع ووقع جثه هامدة ولفط أنفاسه جريت زوجته عند سماع الخبر تحتضنه وتبكي ويمر أمامها شريط الهموم والتفكير كيف تعيش بدونه وكيف تواجه الحياه مع أطفال لايتجاوزوا من العمر الكثير ثلاث أبناء ذكور في سن ٦ و٨ و٤ سنوات وبنتين في سن ١٠ وسنتين وبعد مراسم العزاء جلست بمفردها فهي في بلدة نائيه بعيده عن أهلها وأثناء العزاء عرض عليها أخيها تعود للوادي الجديد وتعيش معهم حيث انها تزوجت في إحدى قري الريف النهائيه بمحافظة الغربيه فرفضت ام ماجد وقالت له رب هنا رب هناك ومتبعتوش حاجه انا مش هأخد حاجه من حد انا هشتغل.. جلست ام ماجد في ليلها والأبناء نيام تبكي وتنظر إليهم فهي اميه لاتكتب ولا تقرأ بحكم جهل أهلها في عدم تعليم البنات نظرت لنفسها في المرأه فهي جميله الملامح عريضه المنكبين عندما تركها زوجها كانت في ريعان شبابها حيث تزوجت في سن الثانيه عشر عام وتم تسننها حينئذ وانجبت خمس من الابناء والبنات وتركها زوجها في سن التاسعه والعشرون وجلست على الأرض والدموع في عينيها بعد أن صلت صلاة الفجر ودعت ربها بالفرج والقوه واستكمال مسيرتها تقدم لها جار للزواج رفضت وأخذت عهد علي نفسها بعدم الزواج واتفرغ لتربية أبنائها رغم ظروفها الماديه الصعبه وعند الصباح الباكر لفت على المصانع حتى رزقها الله بالعمل في مصنع مكرونه وعملت بقسم التعبئه وعندما سردت قصتها لصاحب المصنع بحيث تأخذ شغل إضافي وافق وكن لها كل احترام وعملت بمصنع الحاج لطفي سنوات طويله حتى علمت جميع أبنائها ووصلوا لسن الجامعه وحينئذ طلب منها الحاج لطفي الزواج فتعجبت فقال لها انتي ست جدعه جدا وانا زوجتي توفيت من سنين واولادي اتنين تزوجوا وعايشين بره وخشيت اكلمك لأن عارف انك رافضه المبدأ يا علا... تعجبت علا اه اسف يا ام ماجد ايه رايك فرددت قائله انت عارف راي من زمان انا بفكر في أولادي وبس والحمد لله خلاص اتخرجوا.... ويهمني جوازهم رد الحاج لطفي قائلا انا هجوزهم وانتي بمجهودك وامانتك اخدتي ترقيات في المصنع ومنصب جميل وتعتبر صاحبه المصنع ياعلا واولادك ولادي..... وعرضت الموضوع على الأولاد ووافقوا لكنها رفضت رغم ميل قلبها وارتياحها للحج لطفي من سنين ومعرفتها ان شعورهم متبادل... لكن أولادها اهم من نفسها فهي تختلف عن سيدات كثيرات سعوا وراء نزواتهم وغرائزهم الفانيه وتزوجوا دون النظر الى أبنائهم ومستقبلهم ونفسيتهم وهكذا رفضت وتزوج أبنائها والبنتين وعاشت وحيده... هنا شعرت بالغربه مع نفسها والحاج لطفي كرر العرض فوافقت فقط لمجرد الونس والهروب من وحدتها القاتله ومرت الايام وتوفي الحاج لطفي بأزمه قلبيه وجاء أولاده من الخارج وأخذت نصيبها من الميراث وهنا ظهر البنين الثلاث الذين كانوا لا يسألون على تلك الأم المثاليه يطلبون تاره فلوس سلف وتاره عمل مشروع وتاره مصاريف مدرسة أولادهم وشعرت ان حصادها تالف الا ماجد فهو الحنون عليها واخذ القليل.. بعد شعوره بالذنب وذات يوم طلب منها سامي الأوسط دهبها فرفضت فانهال عليها واخذه من ايدها بالعافيه والقوه فجلست تبكي وهرول سامي بالذهب وشاء القدر ان تصدمه سياره ويتوفي ونزل عليها الخبر كالصاعقه وماجد طلق زوجته لعدم الوفاق بينهما وكان لم يحلفه الحظ من الإنجاب فعاش مع أمه وقرر ان يسير على نهجها ويعيش بدون زواج لخدمة تلك الام التي ضحت من أجلهم فقط والابن الصغير سمير تزوج وسافر للعمل هو وزوجته في الإمارات دون سؤال على امه والبنين هبه وهاله كلا منهم متزوج في مناطق ومحافظات نائيه وبتصلوا بها فقط ولم بمكث معها سوي ماجد الذي عاش يراعيها حتى اهلكها الزمن ووصلت للشيخوخه وهو ايضا الابن الكبر وصل لسن التقاعد عن العمل وكان كل يوم يقبل يد امه ويشعر بها في غفوته تحتضنه كالطفل وتطبطب عليه وتدعو له وذات يوم شعرت بألم في قلبها فأسرع واحضنها باكيا ياريت انا يا امي فالأم كالعمر لا يتكرر مرتين الأم كالعمر لا يتكرر مرتين فرددت حبيبي ماجد بعد الشر عليك يا ماجد قلبي وربي راضين عنك ليوم الدين يا حبيبي.. انت ولد صالح رزقني به ربي هات صورة ابوك احضر لها صورة ابوه ووضعتها بجانبها وتركها تغفو فأستيقظت ودخلت لماجد فأذا بها تجده لا يتحرك وكاتب ورقه بجانبه يارب اجعل يومي قبل يوم امي دي ست عظيمه وعايز اخد دعواتها في غسلي وفي مماتي فصرخت صرخه مكتومه قائله ليه كده ياحبيبي توجع قلبي عليك قلبي مش ناقص يابني. وصلت عليه ووقفت على غسله وقامت بدفنه ومنذ ذلك الحين قررت الاقامه بمقبره ماجد واوصت التربي بدفنها جنبه حين نفاذ الاجل وقالت له انا يا بني عندي خمس عيال بس واحد مات الله يغفر له ويسامحه وَوجع قلبي وواحد مهاجر لمراته معرفش حاجه عنه والبنتين الله يصلح حالهم في عالم تاني وبعيد ميعرفوش حاجه عني خد نمرتهم لو مت بلغهم يابني يمكن يجوا يقراوا عليا الفاتحه والغالي بن الغالي مات ماجد الولد الصالح اللي اتقي الله فيا وعايزه ابقي جنبه لحد ما اموت فرد التربي والدموع تملأ عينيه... ياااا يا حاجه ده انتي قصه كبيره اوووي حاضر يا أمي.. هنفذ وصيتك. ونامت على مقبرة ماجد فإذا بها تجد يمامه بيضاء تفرد جناحيها وتطير بها في مكان شديد الخضار كأنها علامه للجنه ثم عادت لها للمقابر ففتحت ام ماجد عينيها مبتسمه وفي يدها صورة زوجها الأول ويدها الأخرى صورة ماجد والرقه الذي كتبها لها ثم لفظت بالشهاده وتصاعدت روحها للسماء ومر التربي فريد وادرك انها توفيت فقام بتنفيذ وصيتها ودفنها بجانب ابنها وكان هناك ورقه اعطتها التربي وطلبت منه لا يفتحها ولا يقرأها الا بعد وفاتها ففتحها وجد بها رقم حسابها في البنك واقرار بيد محامي بالتنازل عن شقتها للتربي وأسرته التي تعيش بلا مأوى في كشك التربي..حيث تيسر الحاله الماديه لباقي أبنائها وباقي ميراثها جزء اوصت به شراء تربه صدقه جاريه للجميع والباقي لابنائها عند العوده فتعجب من تلك السيده العظيمه. واتصل ببناتها وسرد لهم ما حدث بالتفاصيل وهكذا ظل التربي يدعو للملاك الغائب الحاضر بروحه ام ماجد.
0 التعليقات
