إلحق عرق الشيكولاتة البلجيكية الفاخرة

» » "مالبوكيني أفضل من البكيني"

شارك أصدقائك



بقلم: خالد المحاميد
 
الغضب الذي عمّ العالم الإسلامي بعدما قررت فرنسا حظر البوكيني، يعود إلى شعور عام يسود العالم الإسلامي بأنه مستهدف في ديانته وقيمه ، وبالتأكيد يشعر المرء بشيء من  التمييز حين يسمح الفرنسيون أو غيرهم بالسماح للراهبات المسيحيات والمتدينات اليهوديات بملابس محتشمة  وينتقدون بسخرية ملابس النساء المسلمات.
ثمة شيء يغيب عن بال الكثيرين في هذه القضية ، فنحن نتحدث عن باريس وليس عن مكة المكرمة وباريس هي عاصمة الفرنسيين وقد صممت القوانين لتتلاءم مع ثقافة الفرنسيين وليس لتتلاءم مع ثقافة سكان مكة ، ثم أن المشاعر المعادية للإسلام التي كرستها الحروب الصليبية لا تزال تعيش في الخافية الجمعية للمسيحيين الأوربيين عموما، وتصعد هذه المشاعر الى السطح عند أي احتكاك عنفي أو اختلاف أوممارسة غير مقبولة لمجتمعاتهم بينهم وبين المسلمين ، ومع ذلك فإن الكثير من المسلمين الذين يعيشون أو يزورون أوروبا لا يأخذون هذه المشاعر بعين الاعتبار .
صحيح أن المجتمعات الأوروبية متسامحة الى حد بعيد، ولكن حين يتم استغلال هذا التسامح بتحدي قيمهم وثقافتهم في بلادهم فإن عوامل ما ضوية كثيرة تحضر  لتعيد إليهم صورة المسلم الذي احتل إسبانيا  ذات يوم وحاصر فيينا وقصفها بالمدافع في يوم آخر والمسلم الذي هدم الإمبراطورية البيزنطية واحتل القسطنطينة ، والمسلم الذي اطلق النار على البابا، وهو المسلم الذي احتل قسما من فرنسا وحكم اليونان ونشر الإسلام بين المسيحيين في أوروبا الشرقية .
كل هذا الماضي يحضر بثقله ومرارته أما ممارسة لا تتفق مع قيم وعادات الأوربيين ويرون فيها تحديا يجب مواجهته ، لذلك حظرت الدول الأوروبية ارتداء النقاب ، وحظرت مؤخرا ارتياد الشواطئ بالبوكيني الذي يعطي تميزا للمرأة ويعكس هويتها الدينية   .
من الناحية المنطقية استطيع القول أنني أؤيد هذا القرار فبعدما شاهدت المرأة المسلمة وهي تتمدد على الشاطئ بين مئات النساء اللواتي يرتدين المايوه انتابني شعور بان ثمة شيء خطأ ، فالمرأة المسلمة حتى بلباسها البوكيني ما إن يبتل جسدها بالماء حتى تظهر جميع تفاصيل الجسد فلا يبقى معنى لهذا اللباس ، فلا هو يستر عريا ولا يدفع إلى غض النظر ، ثم أن باريس وغيرها من المدن الأوروبية تكتظ بالمسابح الخاصة التي تقبل حتى أن تسبح المرأة بكامل ثيابها ، فهناك مسابح بالفنادق ومسابح في كل حي تقريبا وحتى شواطئ خاصة بالمنتجعات والفنادق تستطيع المرأة المسلمة أن تسبح فيها بكل حريتها، فلماذا تتنطع وتذهب بملابسها الإسلامية الى شواطئ مفتوحة تقبل حتى وجود العراة .
يحيل إلي أن هذه الممارسة أي ارتداء البوكيني والذهاب الى شاطئ مفتوح يأتي مدفوعا بأمرين ، فإما أن هذه المرأة المسلمة  تريد أن تتحدى المجتمع الذي تعيش فيه ، وإما أنها طالبة شهرة وإعلام تريد ان تظهر على شاشات التلفزة وترينا تحيز الأوروبيين ضد الإسلام .
هذا ما أسميه تنطعا لا مبرر له ، ومحاولة بائسة ترتد بشكل سلبي على الإسلام ، فالمسلمة الحقيقية لا تعرض نفسها على شاطئ البحر بشكل يميزها عن الآخرين حتى تكون موضع سخريتهم أو اعتداءاتهم وكراهيتهم ، فإما أن تندمج مع هذا المجتمع فتكون واحدا منه ،أو تحافظ على قيمها الإسلامية التي تمنعها من أن  تتواجد في أماكن تثير فيها سخط  الآخرين وكراهيتهم، فإذا كان إزالة الأذى عن الطريق صدقة ، فإن عدم إيذاء مجتمع كامل هو من التقوى .


عن الجريدة Unknown

بوابة أخبار الأمة -جريدة إخبارية -شاملة - مستقلة -نحن نأتيك بحقيقة الأحداث والأخبار بحيادية تامة دون توجه خاص لحكومة أو حزب بعينه كل مايشغلنا هو مصلحة الوطن العليا وسلامة وأمن الامة العربية والإسلامية والبشرية بلا استثناء
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

موضوعات تهمك