فجر موقع ألمانى العديد من الحقائق التى تُعرض يوميًا على أتباع "السيسى" والمستفيدين من بقائه لكنهم يظلوا على انكارهم، وفى الوقت ذاته يظل "السيسى" أيضًا بمحاربة الديمقراطية وكل الطرق السلمية فى البلاد بعد التفويض الذى طلبه لمحاربة ما أسماه الإرهاب المحتمل.
موقع قنطرة الألماني، قال إن أحد الدوافع الرئيسية وراء إجراءات 3 يوليو عام 2013، كانت تحت زعم مواجهة العنف والإرهاب المحتملين، مضيفاً أن إحدى نتائجها الرئيسية كانت تصاعد وتيرة العنف والإرهاب من قِبَل الدولة وجهات غير تابعة للدولة، ولا توجد مؤشرات للتهدئة، ناهيك عن المصالحة، في الأفق المنظور.
وتابع في تقرير نشره أمس الجمعة تحت عنوان: "مسيرة الفشل...تنامي العنف والإرهاب في عهد السيسي"، أن هذا يحدث في حين كان التهميش والسخرية مصير المعارضين المعتدلين نسبيا الذين ظلوا ملتزمين بمقاومة السياسات الرسمية بالسبل الديمقراطية.
وأضاف أن قائد الانقلاب العسكرى عبد الفتاح السيسي، قال: "عندي رجاء من كل المصريين"، وذلك في عام 2013، بعد ثلاثة أسابيع فقط من تولي النظام الحالي زمام الحكم، لافتاً إلى أنه كان يريد من "كل المصريين الشرفاء" أن ينزلوا إلى الشوارع وينظموا المسيرات إلى المؤسسة العسكرية، وبالتالي إعطاءه هو جيشه "تفويضا وأمرا لمحاربة العنف والإرهاب المحتملين".
وأشار إلى أن عشرات الآلاف من المصريين، لبوا دعوته، مضيفاً أنه مع ذلك، وبعد مرور ثلاث سنوات، لا يزال العنف والإرهاب اللذين تعهد السيسي بمنعهما يشكلان حقيقة واقعة.
وقال التقرير إن السلطة ضيقت الخناق على كل من احتج على الإطاحة بأول رئيس مصري منتخب بحرية على الإطلاق، محمد مرسي، مشيراً إلى أت الحملة وبلغت الحملة ذروتها في الرابع عشر من أغسطس 2013، عند فض اعتصامي رابعة والنهضة، ونفذت ما أسمته منظمة هيومان رايتس واتش "أسوأ عمليات القتل غير القانوني في تاريخ مصر الحديث"، و"جريمة محتملة ضد الإنسانية".
وأضاف أنه مات أكثر من ألف متظاهر في أقل من عشر ساعات.
وقد وثق المركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية 932 جثة توثيقا كاملا، و294 جثة توثيقا جزئيا، و29 جثة مجهولة الهوية، بما في ذلك 17 امرأة وثلاثين قاصرا من الذكور والإناث.
وأشار إلى أن الرسالة كانت واضحة، فمن هم في السلطة مقتنعون بأن استئصال معارضيهم استراتيجية أفضل من استيعابهم، لافتاً إلى سرعان ما أدرك النشطاء السياسيون الشباب الذين أرادوا التغيير أن صناديق الاقتراع، والإضرابات، والاعتصامات لن تغير نظاما فاسدا ــ وربما تُفضي إلى قتلهم.
التهميش والسخرية...مصير المعارضين المعتدلين نسبياً
من ناحية أخرى، كان مصير المعتدلين نسبيا الذين ظلوا ملتزمين بمقاومة السياسات الرسمية بالسبل الديمقراطية التهميش والسخرية.
ومن الأمثلة البارزة عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، المنظمة ما بعد الجهادية التي قادت حملة إرهابية في أوائل التسعينيات، قبل أن تتخلى عن العنف السياسي في عام 1997 وتنخرط في الحياة السياسية
في الفترة من عام 2002 إلى عام 2009، أنتج دربالة وغيره من قادة الجماعة الإسلامية نحو 30 كتابا لمواجهة فِكر تنظيم القاعدة. وبعد إعلان تنظيم داعش نيته إعلان "ولاية" في صعيد مِصر في إبريل 2015، قام دربالة بجولة في معاقل الجماعة الإسلامية في صعيد مِصر، لإلقاء المحاضرات العامة في التصدي لفِكر تنظيم "داعش".
وتابع التقرير: "وبعد بضعة أشهر، اعتُقِل ومات في السجن. ومِن بين آخر رسائله إلى مؤيديه كانت وصيته "بعدم التخلي عن الديمقراطية والمقاومة السلمية".
وقد عزز موت دربالة رأيا مفاده أن الاعتدال النسبي في مِصر اليوم لن يقودك إلى شيء ــ وهو الرأي الذي يدفع التطرف.. ولنتأمل أيضا حالة أحمد الدروي، ضابط الشرطة السابق والناشط الشعبي المؤيد للديمقراطية، الذي خاض أول انتخابات برلمانية حرة ونزيهة في مِصر عام 2012. ولكنه بعد مذبحة ميدان رابعة انضم إلى تنظيم "داعش" وقُتِل تحت رايته.