في أروقة الفكر
…………………
دع الفكر يحلق ليبحث عن عالم ليس له حدود مكانية أو زمانية في فضاء الكون الواسع حيث لا يكون هناك إلا النقاء.
أما في واقعنا على الأرض فهناك ما يعوق الفكر عن الانطلاق، فزحمة العالم مثلا تؤدي إلى تسمم الهواء من تلوث البشر فينعدم النقاء.
لابد أن تكون الانطلاقة بعيدا عن العالم المحدود،
وما دمت تعيش في زحمة العالم فليبقَ الجسد ولتنطلق الروح في عالم التحليق.
وإن كنت تعيش في عالم الذئاب فلابد أن تصطدم فيه بخلق كثير. كل إنسان يحارب من أجل فكره هو فقط، هذا العالم يحكمه قانون الغاية تبرر الوسيلة إنه قانون الغابة؛ فالقوي يقتل الضعيف، هو عالم غريب.
فلذلك اعشق التحليق بعيداً
لإن إشراقة النور في العالم غير المحدود تسمح للفكر أن ينطلق بشفافية ويبحث عن مكامن الجمال حتى ينسج منها أعذب العبارات.
عالم التحليق بالأرواح بعيدا لتتجول في إبداع صنع الله في عالم علوي ليس له حدود.
هناك تسمو النفوس وتنطلق في أروقة الفكر؛ لتشرق في زمن الإبداع، فيصبح النقاء أساسها، والأصالة من معانيها تنبض.
تتجرد النفس من كل المعاني
وتعيش لحظات من التفكر
في إبداع هذا الكون، هنا يكون الصفاء الذهني حالة من حالات التجرد من الذات.
عندها سنرى أنفسنا كم تحتاج إلى الصفاء.
وعندما نعود مرة أخرى إلى الجسد لنتبلور من جديد بعد رحلة في أروقة الفكر تعلمنا منها كيف نتذوق معنى العبودية الحقيقية لله.
بقلمي فوزية أحمد الجعفري