اليومُ عيدُ الأمِّ يا وجعي هنا
في القلبِ أنزفُهُ حزيناً مِن دمي
لمّا رحلتِ تأوّدَتْ مكلومةً
كلُّ العروقِ تكادُ تُكْسَرُ أضلُعي
لمّا مضَوْا بالنّعشِ فرّتْ مُهْجَتي
تعدو وراءَكِ كيفَ غارت أنجُمي
قد كنتِ تُعطينَ الحياةَ رجاحةً
ولفقْدِكم يا أمُّ طاشتْ أسهمي
ولفقدِكم خرستْ طيوري في السّما
ومذاقُ أكلي باتَ مُرّاً في فمي
ويجفُّ حلقي إن ذكرتُ عزاءَكم
ذا حُسنُ صيتِكَ كانَ دوْماً مَغْنَمي
وخسِرتُ أمّي جفَّ ينبوعُ الهنا
واللهِ يا دنيا مريرٌ مَغْرَمي
قد كنتِ يا أُمّي منارةَ عيْشِنا
فالعتْمُ يجْثمُ في فؤادي المظلِمِ
نبعُ الحنان تُعِلُّني رشفاتُهُ
ما كان قلبي منكِ يوماً بالظَّمي
أصبحتُ بعدَكِ تائهاً بينَ الورى
أمشي بِدرْبي كاليتيمِ المُعْدَمِ
ما نفعُ عيشٍ أظلمتْ جنباتُهُ
إنْ غبتِ يا أُمي بعيشي أسْأمِ
فمتى اللحاقُ بِها وقد شطَّ النّوى
ومتى سَيُعْلَنُ يا حبيبةُ مأْتَمي