أثار تبرير أحد النواب المصريين في النقاش حول ختان البنات، عندما قال إن النساء يجب أن يخففن من شهوتهن الجنسية؛ لأن الرجال المصريين "ضعاف جنسيا"، جدلا حادا.
ويعلق مراسل صحيفة "واشنطن بوست" سندرسان راغافان قائلا: "كان رأيا مثيرا للغضب وبالمقاييس كلها: (على النساء تخفيف شهوتهن الجنسية؛ لأن الرجال ضعاف جنسيا)، وهذا ما تقدم به النائب الهامي عجينة، الذي قال: (رجالة مصر عندهم ضعف جنسي)، وعلى النساء الرضا بالختان (علشان العجلة تمشي)".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن عجينة استند في نظرته حول قدرة رجال مصر الجنسية إلى أنهم من الأكثر استهلاكا للمقويات الجنسية في العالم، حيث لا يتناول المقويات إلا الضعيف بحسب قوله، وقال إنه في حالة توقفت عمليات الختان الفرعوني فعندها "سنكون بحاجة إلى رجال أقوياء، وليس لدينا هذا النوع من الرجال الآن"، ويجد أن الحل هو الختان؛ حتى تتساوى قوة الرجل مع قوة المرأة.
وتذكر الصحيفة أن تصريحات عجينة أثارت عاصفة من النقد على "تويتر" ومواقع التواصل الاجتماعي، فكتبت شيرين تغريدة على "تويتر" تقول فيها: "نائب مصري يدعم الختان؛ لأن الرجال المصريين عندهم عجز جنسي، نعم، حدث هذا فعلا"، وورد في تعليق آخر لموقع "العربي الجديد": "على النساء المصريات القبول بالختان حتى تتناسب قوتهن مع قوة الرجال العاجزين جنسيا".
ويلفت الكاتب إلى أن الكثيرين يعتقدون أن الممارسة القديمة للختان، التي تتم فيها الإزالة الجزئية أو الكاملة للجزء البارز من الجهاز التناسلي للمرأة، تؤدي إلى تخفيف الشهوة الجنسية، وعادة ما تتم العملية باستخدام سكين أو شفرة حادة.
ويفيد التقرير بأن هذه الممارسة خطيرة، وعادة ما تؤدي إلى وفيات؛ بسبب التهابات في البول، وتؤدي إلى الإصابة بالعقم، بالإضافة إلى التسبب بصدمة نفسية ترافق الفتاة طوال حياتها، مشيرا إلى أن مصر منعت الختان في عام 2008، وفرضت على من تضبط وهي تقوم بإجراء عمليات ختان السجن ما بين ثلاثة أشهر وثلاث سنوات، أو تغرم مبلغا ماليا، ورغم ذلك فإن هذه الممارسة لا تزال منتشرة في مصر، وفي أجزاء من أفريقيا والشرق الأوسط.
وتورد الصحيفة نقلا عن منظمة الصحة العالمية، قولها إن مصر تعد الأعلى نسبة في ممارسة الختان، مقارنة مع الصومال وجيبوتي وسيراليون، لافتة إلى أن دراسة للمنظمة عام 2013 وجدت أن حوالي 27.2 مليون امرأة ختنت في مصر.
ويبين راغافان أن الحكومة المصرية وافقت في الفترة الأخيرة على قانون يفرض عقوبات مشددة على من يجبرون البنات والنساء على الختان، مشيرا إلى أنه سيحكم على من تتم إدانته بالسجن ما بين خمس إلى سبع سنوات.
وبحسب التقرير، فإن فتاة مصرية توفيت جراء مضاعفات عملية ختان أجريت لها في أيار/ مايو، وهو ما دعا الأمم المتحدة إلى حث مصر على فرض عقوبات مشددة، حيث ينتظر القرار مصادقة من البرلمان قبل أن يصبح قانونا.
وتنوه الصحيفة إلى أن عجينة تراجع على ما يبدو عن تصريحاته، حيث نقلت عنه صحيفة "المصري اليوم"، قوله إن رفضه فرض عقوبات مشددة نابع "من صعوبة تطبيقها في مصر".
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن عجينة قال في تصريحات لقناة "المحور" إنه لا يخشى من تصريحاته، وإنه لم يقصد الإساءة للرجال المصريين، فهم رجال حقيقيون وهو رجل حقيقي، وللتأكيد على رجولته طلب من المذيعة تسجيل رقم هاتف زوجته، والتأكد بنفسها من كلامه.