قامت مؤسسة “البوابة نيوز” المملوكة لنائب مجلس النواب المصري عبد الرحيم علي، بتسريح أكثر من 120 صحفياً الأربعاء 27 يوليو/تموز، وذلك بعد أن تم إبلاغهم بشكل مفاجئ مساء أمس، مع تحذير لهم بعدم الحضور إلى المؤسسة حيث سيتم تعامل أفراد أمن المؤسسة معهم، وفقاً لما ذكره عددٌ منهم لـ”هافنغتون بوست عربي”.
وذكرت مصادر من إدارة المؤسسة، أن هناك مخططاً لفصل عددٍ آخر من الصحفيين مع نهاية الشهر المقبل، في ظل رغبة الإدارة بتقليص عدد العاملين بالمؤسسة الذي يزيد عن 400 شخص، وذلك ضمن خطة دمج وتطوير داخل المؤسسة
فيما قام عددمن المفصولين بكتابة تفاصيل ما حدث جعلى صفحاتهم الشخصية بـ”فيسبوك”، ومنهم الصحفية ريهام المصري، التي أكدت أن عدد المفصولين يفوق الـ 100 صحفي، وأن النائب البرلماني يتلاعب بنقيب الصحفيين عندما أبلغه أن من تم الاستغناء عنهم يعملون بمؤسسات صحفية أخرى، وهو غير صحيح، وأن الفصل جاء دون سابق إنذار ودون إبداء أسباب واضحة”.
التصعيد يبدأ من الغد
فيما علمت هافينغتون بوست عربي من الصحفيين المبعدين عن وجود تنسيق فيما بينهم من أجل الحصول على حقوقهم، والضغط على مالك المؤسسة، وكشف ما أسموه “تجاوزاته غير القانونية”، وهو الأمر الذي أعلنت عنه الصحفية المفصولة من الجريدة آية حسني، والتي قالت، إن التصعيد يبدأ من الغد.
وقالت هناء محمد إن هناك تحضيراً لتقديم شكوى رسمية إلى النقابة ضد المؤسسة، وذلك بعد أن تم إبلاغ نقيب الصحفيين بما حدث مع الجميع صباح اليوم، وأنه من المنتظر أن تكون هناك دفعة جديدة الشهر المقبل.
وأكدت هناء لـ”هافنغتون بوست عربي”، “أن هناك العديد من الإجراءات التصعيدية التي يتم التحضير لها، سواء بالتظاهر والاعتصام داخل المؤسسة، أو التوجه إلى مجلس النواب لفضح عبد الرحيم علي، أو غيرها من الإجراءات التصعيدية، والتنسيق مع زملاء لديهم نفس الظروف مثل المفصولين من مؤسسة دوت مصر”.
أزمة مالية
فيما ذكر مصدر مطلع رفض ذكر اسمه أن تلك الإجراءات تأتي في ظل أزمة مالية تمرّ بها المؤسسة، أجبرتها على إعادة هيكلتها من جديد مع دمج الموقع الإلكتروني مع الجريدة الورقية، وأن الأمر يتم التخطيط له منذ عدة أشهر.
وأشار المصدر أن المؤسسة قامت بوضع العديد من المعايير قبل اتخاذ هذا الإجراء، وقامت بالحصول على كشف إنتاج لجميع العاملين عدة مرات منذ يناير/كانون الثاني الماضي لمراجعة تقييم الصحفيين قبل اتخاذ قرار فصلهم.
منتظر منع قيد الجريدة بالنقابة
وعن موقف نقابة الصحفيين، قال أبو السعود محمد عضو مجلس النقابة، أن هناك مخططاً لتأميم الإعلام والصحافة بمصر، عن طريق الدولة، وبعض رجال الأعمال، سواء عن طريق الاستحواذ على المؤسسات الصحفية، أو تفكيك مؤسسات أخرى، وخلال هذا المخطط تتم معاملة الصحفيين مثل عمال التراحيل في ظل تلكوء الدولة بإصدار القانون الجديد الذي يتصدى للكثير من تلك الممارسات.
وأكد أبو السعود في تصريحات خاصة لـ”هافينغتون بوست عربي”، “أن النقابة تساند جميع الصحفيين سواء نقابيين أو لا، وذلك عن طريق التفاوض مع إدارة المؤسسة حول حقوقهم، أو مساندتهم أمام القضاء، واتخاذ إجراءات بحق المؤسسة، وسواء بمنع قيدها بالنقابة، وهو المتوقع حدوثه بنسبة كبيرة مع مؤسسة البوابة، حيث لدينا أوراق طلبها بالفعل، أو منع قيد الصحفيين لتلك المؤسسة وهو ما وقع بالفعل مع مؤسسة المصري اليوم لنفس السبب”.
فصل 250 صحفياً خلال أسبوع
ويأتي الإعلان عن تلك الأعداد المفصولة من الصحفيين في عدة مؤسسات مصرية، ليصل إجمالي من تم فصلهم خلال أسبوع إلى 250 صحفياً، وذلك بعد قيام مؤسسة دوت مصر بتسريح أكثر من 90 صحفياً منذ أيام، وقيام عدد من المؤسسات الأخرى بتسريح 40 صحفياً بنفس الفترة وتخفيض مرتبات الباقين، وهو ما حدث في جريدة الوطن.